النظام المالي في الدولة الاسلامية
النظام المالي في الدولة الاسلامية
ان النظام المالي يتناول عدة قضايا منها, بيت المال نشأته وموارده من الضرائب المختلفه مثل الخراج – الزكاه – الفيء – الغنائم والعشور. ومصروفاته والتغييرات التي طرات عليه في الفترات المختلفه.
معنى بيت المال:
لا
تستطيع اية دولة ان تتقدم و ليس لها مال تصرفه على شؤونها او موارد تجمع
منها حاجاتها المالية. و قد حدد الاسلام بعض موارد الدولة الاسلامية, وكانت
تجمع في مكان يقال له بيت المال. وهو اشبه بخزينة الدولة العامة او بوزارة
المالية في عصرنا هذا. وكان عمر بن الخطاب اول من انشا بيت المال.
العصر الراشدي:
اعتبر بيت المال في العصر الراشدي ملكا للمسلمين عامة و لكل منهم نصيب فيه و ينال كل محارب او موظف مقدارا معينا في كل شهر.
العصر الاموي:
ولكن
الامويين اعتبروه ملكا لهم يتصرفون به كيف يشاوؤن, فنرى معاوية يهب خراج
مصر الى عمرو بن العاص طيلة حياته, و يفرق في الاموال بلا حساب لاكتساب
الانصار, وتبعه غالبية الخلفاء الامويين والعباسيين الذين صاروا
ينفقون اموال بيت المال حسب اهوائهم ثم حددت رواتب الخلفاء وسائر الموظفين
فيما بعد واصبح الخليفة او الوالي لا يستطيع ان يتصرف باكثر مما حدد له
وتصرف بقية الاموال على شؤون الولاية او مركز الخلافة.
نشاته: الاسباب التي ادت الى نشاته:
1)ان ابا هريرة عامل البحرين,
قدم ومعه مال كثير فقال له عمر: ما الذي جئت به؟ قال 500 الف درهم, فقال
عمر: أ حلال هو؟ قال: لا ادري. ثم صعد عمر وخطب بين الناس قائلا : قد جائنا
مال كثير فان شئتم كلناه كيلا وان شئتم ان نعده عدا. فقام رجل فقال: قد رايت العجائم يدونون ديوانا لهم فقال: دونوا الدواوين. الأمر الذي أدى إلى إنشاء بيت المال.
2)كثرة الاموال المتدفقة على الدولة الاسلامية من جراء الفتوحات والانتصارات العسكرية.
أي
كثرة المدخولات والمصروفات والحاجة الى ضبط الاموال العامة. ففي زمن عمر
كثرت الفتوحات الاسلامية ضد الساسانيين والببزنطيين في عدة معارك واسترجع
المسلمين العراق وسوريا, مما ادى الى تدفق الاموال وغنائم الحرب, وبالتالي
الحاجة الى تنظيم مصروفات ومدخولات الدولة.
3) كثرة المستحقين من الاموال من الجنود والموظفين و سواهم.
فقد
قسم عمر بن الخطاب الدولة الاسلامية الى ولايات وعين على كل ولاية والى
يساعده الموظفون على مختلف المستويات وما تبع ذلك من تجنيد واحتياجات
عسكرية, وكان على الدولة الاسلامية سد احتياجات الجنود من تمويل وارزاق
ومعدات.
موارد بيت المال الاساسية :
1. الخراج: ما هي ؟هي كلمة من اصل ارامي وعرفت لدى العرب وهي ضريبة تؤخذ على الارض. والخراج عند المسلمين مقدار من المال او الحاصلات يفرض على الاراضي التي بقي الاعاجم عليها و صاروا ذمة لا تسقط الخراج اذا اسلم الذمي.
و يؤخذ الخراج:
1) عن الاراضي التي فتحها المسلمون بالقتال اذا عدل الخليفة عن تقسيمها على المحاربين بعد ان عوضهم عن نصيبهم فيها, كما فعل عمر بن الخطاب في جنوب العراق.
2)عن الاراضي التي افاء بها الله على المسلمين فملكوها و صالحوا اهلها عليها على ان يتركوها بخراج معلوم يؤدونه الى بيت المال. ولم يكن مقدار الخراج ثابتا.
وكانت هنا اربعة انواع من الاراضي التي يفرض عليها الخراج وانما يدفع عنها اصحابها عشر
ثمارها ومحصولها وهي:
- الارض التي اسلم اهلها وهم عليها بدون حرب, فهذه تترك لهم على ان يدفعوا عنها ضريبة العشر زكاة.
-الارض التي ملكها المسلمين عنوه وقسمها الخليفة على الغانمين فيدفع عنها العشر.
- الارض التي كانت تؤخذ من المشركين عنوة وهي تعتبر غنيمة تقسم بين الفاتحين فيملكوها ويدفعون عنها العشر من غلتها.
- اراضي الموات ( البور) تمنح للمسلم ليستصلحها على ان يدفع العشر.
جرى تحديد مقدار الخراج على الارض بوسيلتين:
- على اساس مساحة الارض أي" حساب الارض".
- و على أساس ما تنتجه الأرض من الزرع , وهذا يعتمد على مدى خصوبة الأرض.
اما طرق جباية الخراج فكانت:
1)طريقة المقاسمة:
وهي الطريقة التي وضعها عمر بن الخطاب, وهي عملية مصادرة الاموال التي اخذها من الولاة والموظفين وقواد الجيش بشكل غير مشروع. أي اذا عين عمر واليا احصى امواله وبعد
انتهاء ولايته شك بان الوالي حصل بطريق غير سليم على الاموال صادرها كلها
او نصفها حسب الاحوال. –الطريقه المباشرة – وطريقة التضمين.
2) الطريقة المباشرة:
و ذلك ان الخليفة كان يعين الى جانب الوالي, صاحب الخراج, لجباية الخراج من الولاية, لا يكون للوالي اية سلطة, الا ان الولاة كانوا احيانا يضمنون كما فعل يحيى بن برمك وغيره.
3)طريقة التضمين/الالتزام:
- كانت الدولة تعلن عن رغبتها في تضمين الخراج لمناطق مختلفة فيجتمع الناس من الاغنياء ويلتزم كل منهم منطقة من مناطق الخراج بمال معين يقع بالمزايدة (مزاد).
- اما اذا كانت الارض من املاك الدولة فان الملتزم يضمن بلدة او قرية فيزرعها ويستغلها ويدفع عليها الخراج ويستولي على الباقي.
المبالغة في طريقة التحقيق مع عامل الخراج:
لقد
لجا الامويين الى طريقة الاستخراج او التكشيف وذلك باجراء تحقيق دقيق مع
الجباة وموظفي الخراج عند اعتزالهم اعمالهم الادارية وكانوا يعذبون ليقروا
بالاموال التي جمعوها واودعوها عند اهلهم واصدقائهم, كان مثل هذا التحقيق
يتجاوز احيانا الحدود المشروعة ويصبح وسيلة للانتقام ولأخذ
الثار وجمع المال. واحيانا كانت تنتهي بموت عامل الخراج, وعندها تثور
قبيلة العامل وتطالب بثأره, وهذا ما كان يؤدي الى حدوث الإضرابات الداخلية
ولا سيما في أواخر الدولة الأموية.
2.الزكاة(او الصدقة):
و هي اول ضريبة فرضها الاسلام وهي تؤخذ من المسلم الذي يملك لتعطى الى الذي لا يملك. وهي من اركان السلام الخمسة.
وكانت مصادر الزكاة:
- زكاة السوائم او المواشي مثل: الابل والغنم والبقر.
- زكاة الذهب والفضة.
- زكاة التجارة.
- زكاة المعادن و الركاز- أي الكنز الدفين.
- زكاة المزروع والثمار.
و تنفق الزكاة في جهات ثمان:
- الفقراء: هم الذين لا شيء لهم.
-المساكين: هم الذين يملكون شيئا قليلا.
- العاملون عليها هم القائمون بجبايتها وتفريقها.
-المؤلفة قلوبهم هم الذين كان النبي وخلفاؤه يتالفون لكف اذهم عن المسلمين او لترغيبهم في الاسلام.
- الرقاب أي مساعدة العبيد على التحرر من اسيادهم.
- الغارمون وهم المدينون الذين استدانوا في مصالح انفسهم او مصالح المسلمين فيعطى لهم ما يقضون به دينهم.
- في سبيل الله أي يعطى للغزاة واهل الجهاد نفقة ما يحتاجون اليه في حروبهم.
- ابناء السبيل أي المسافرون المنقطعين في بلد ما فيعطى لهم ما يعينهم على العودة كل الى بلده واهله حتى ولو كان غنيا وانقطع في بلد ما.
3.الجزية:
ما هي؟
وهي ضريبة شخصية فرضها الاسلام على اهل الذمة مقابل بقائهم على
دينهم وحماية المسلمين لهم فهم في ذمة المسلمين. وهي تقابل فريضة الزكاة
المفرضة على المسلم وتختلف عن الخراج بكونها تسقط اذا اسلم الذمي. اما
الخراج فلا تسقط حتى ولو اسلم الذمي. اما مقدارها فقد حددها الخليفة عمر بن الخطاب كالتالي:48 درهما من الاغنياء- 24 درهما من متوسطي الحال- 12 درهما من الفقراء.
على من تفرض الجزية؟
فرضت
الضريبة على جميع الذكور الذميين القادريين على دفعها فلا تؤخذ من النساء
والصبيان, والشيوخ والعميان والمقعدين والمجانيين ولا من الرجال الدين الا
اذا كانوا اغنياء. كما انها تجبى عليهم مرة واحدة في السنة.
كيف تتم جباية الجزية:
حث
الاسلام على الرفق والانصاف في جباية الضرائب من الذميين وحماية ارواحهم
واموالهم من عبث الجباه,فلا يضرب احد من اهل الذمة في اجباره على الدفع ولا
يجعل عليهم في ابدانهم شيء من المكاره, ولكن يرفق بهم ويحسبون في حالة عدم
دفعهم الجزية, كما كان باستطاعت الذمي الامتناع عن دفع الجزية اذا لم توفر
له الدولة الاسلامية الحماية كما يجب.
4.الفيء:
هو كل ما وصل من المشركين للمسلمين من غير قتال.
اما طريقة صرفه فكانت:
- يقسم الى خمسة اخماس, ويكون الخمس الاول مقسوما الى خمسة اسهم:
الخمس لاول: للرسول, ينفق منه على نفسه وازواجه ويصرف في مصلحة المسلمين, وقد اسقط بموته.
اما الاربعة المتبقية للقربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.
اما
الاخماس الاربعة الباقية فكانت تقسم في صدر الاسلام بين الجند لشراء
الاسلحة حتى دون عمر الدواوين فعرفت مقادير ارزاق الجند ومرتباتهم.
5.الغنيمة:
غنم
الاشياء أي فاز بها وكسبها في القتال. والغنيمة هي كل ما كسبه المسلمون من
عساكر الكفار وتشمل الاسرى من الرجال المقاتلين والسبايا من النساء
والاطفال, والاموال المنقولة وغير المنقولة:
- فالاسرى كانوا يفتدون او يطلق سراحهم بمال او يباعون وتوضع اثمانهم في بيت المال.
- وتباع الاموال المنقولة كذلك.
-اما الاراضي فقد شرح عنها في موضوع الخراج.
ويقوم الخليفة بتوزيع الغنيمة ويخرج الخمس منها ويقسمه بين اصحاب الخمس على اسهم كالفيء.
- لكن اذا من الخليفة على الأسرى بإطلاق سراحهم بطلت حقوق القائمين فيهم.
6.العشور:
يرجع
نظام العشور الى عهد عمر بن الخطاب اذ كان تجار المسلمين الذين يفدون الى
دار الحرب (دول اجنبية) يدفعون العشر عن بضاعتهم فامر عمرالمسلمين باخذ
العشر من التجار غير المسلمين الذين يفدون الى دار الاسلام (دولة المسلمين)
ومن اهل الذمة نصف العشر ومن المسلمين ربع العشر الا اذا دفعوا زكاة عن
تجارهم.
ويحق للخليفة ان يزيد او ينقص الى نصف عشر, او ان يرفع ذلك عنهم اذا راى في ذلك مصلحة للاسلام.
يؤخذ
العشر من التاجر مرة في العام. وتؤخذ الضريبة من التاجر الذي ينتقل من
بلاده الى بلاد اخرى وهو ما يعرف اليوم بالضرائب الجمركية.
ج.مصروفات بيت المال التي نص عليها القران:
1. ارزاق القضاة والولاة والعمال وصاحب بيت المال وغيرهم من الموظفين وكانت زيادة ارزاقهم ونقصها من حق الخليفة وحده.
2.ارزاق الجند والمقصود رواتبهم فيقبضونها في اوقات معينة في كل عام.
3. حفر الانهار واصلاح مجاريها: ري الترع الكبيرة والمجاري لتوصل الماء الى الاراضي البعيدة وحفر الترع والزراعة. أي الاتفاق على حفر القنوات والمجاري المائية التي
تاخذ مياهها من الانهار كدجلة والفرات لتوصيل الماء الى الاراضي البعيدة
بهدف تحضيرها للزراعة ولاقامة السدود والسور على الانهر الكبرى لربط ضفتين
او اجزاء من المدينة.
4.النفقة على المسجونين وأسرى المشركين من مأكل ومشرب وملبس ودفن من يموت منهم.
5. المعدات الحربية.
6. العطايا والمنح للادباء والعلماء والشعراء وبناء المساجد والمكتبات ودور العلم.
7.نفقات ومصروفات الخليفة وقصره وحاشيته وكل ما يتطلب ذلك.
تعليقات
إرسال تعليق